الدكتورة رحمة توفيق
أستاذة التعليم العالي، مؤهلة
جامعة شعيب الدكالي، الجديدة
المملكة المغربية
La métaphore entre la perception
linguistique
et la perception rhétorique.
Cet article discute la métaphore, en tant que processus cognitif, dans
le cadre de la sémantique conceptuelle et ce, selon les propositions de Johnson
et de Lakoff 1980-2016. La métaphore agit en tant que médiateur entre la pensée
et la culture ; elle influe sur le processus de l’apprentissage de la
langue en tant qu’expression de la pensée humaine. Cet article vise ainsi à
comparer la métaphore telle qu’elle a été étudiée par les linguistes et par les
rhétoriciens et ce dans l’objectif d’établir une comparaison entre ces deux
points de vue et d’expliquer que la métaphore n’est point une spécificité des
langues comme le stipulent certaines études rhétoriques traditionnelles.
Mots clés: processus
cognitif, la métaphore conceptuelle، les Métaphores Orientation ales. Les Métaphores. Ontologiques . les études rhétoriques
traditionnelles.
يناقش هذا المقال ماهية الاستعارة في الدلالة
التصورية انطلاقا من تصوري جونسون ولايكوف 1980-2016
Georges Lakoff-Mark Jhonson بوصفها ظاهرة ذهنية. إذ تقوم الاستعارة بدور الوسيط بين الذهن والثقافة. وتساهم في
نمو اللغة وتطورها، باعتبارها آلية مركزية من آليات التفكير البشري. كما يهدف، هذا
المقال، كذلك إلى مقارنة الاستعارة بين تصورين لساني والبلاغي موضحين أنها ليست
خاصة باللغة كما ذهبت إلى ذلك بعض الدراسات البلاغية التقليدية، وإنما ترتبط
بالفكر. بمعنى أنها تعتمد على طبيعة تفاعلات الفرد مع محيطه الفيزيائي، وممارساته
الاجتماعية والثقافية. وبالتالي فهي ليست زخرفا كما ذهبت إلى ذلك بعض الدراسات
البلاغية التقليدية. .
بناء على ذلك، يسعى المقال إلى تحديد أوجه الاختلاف والائتلاف بين
التصورين. وقد مثلت
أعمال جورج لايكوف ومارك جونسون Georges Lakoff-Mark Jhonson مدخلا لإعادة النظر في الاستعارة ورد أصولها إلى الذهن. اعتمادا
على ذلك، نبين أن كل من الجرجاني والرماني قد تطرقا إلى افكار جاءت عند عدد من الباحثين اللسانيين.
من
هنا تطرح إشكالات عدة ، نوردها كالتالي:
-
كيف عالج التصور البلاغي ظاهرة الاستعارة؟
-
كيف عالج التصور اللساني البنى الاستعارية؟
-
ماهي أوجه الاختلاف والائتلاف بين التصورين؟
-
ماهي المبادئ التي اعتمدها جاكندوف في دراسة
البنى التي تخرق مبدأ قيود الانتقاء ؟
الكلمات المفتاح= سيرورة المعرفية، الاستعارة التصورية، الاستعارات الانطلوجية، الاستعارات الاتجاهية، البلاغة العربية
The metaphor between the linguistic perception and the rhetorical
perception
This article discusses the metaphorical metaphor from
the Johnson-Lakoff-Mark Jhonson theory of 1980-2016 as a mental phenomenon. The
metaphor acts as a mediator between mind and culture. And contribute to the
growth and development of language, as a central mechanism of human thinking
mechanisms. This article also aims to compare the metaphor between the two
versions, explaining that it is not language-specific as some traditional
rhetorical studies have gone, but are linked to thought. In the sense that it
depends on the nature of the individual's interactions with his physical
environment, and his social and cultural practices. It is therefore not as
decorative as some traditional rhetorical studies have gone. . Accordingly, the
article seeks to identify the differences and the convergence between the two
scenarios. Based on this, we show that both Al-Jarjani and Al-Rumani touched
upon the ideas of the conceptual theory.
This raises several problems, which we quote as
follows:
How did the rhetorical perception address the
phenomenon of metaphor?
- How did the linguistic perception address the
metaphorical structures?
- What are the differences and the coalition between
the two scenarios?
- What principles did Gakendov adopt in studying
structures that violated the principle of selection restrictions?
Key words = cognitive process, conceptual metaphor,
anthropological metaphors, directional metaphors, Arabic rhetoric
الاستعارة
بين التصور اللساني
والتصور
البلاغي
نهدف
من خلال هذا المقال إلى تحديد ماهية الاستعارة في التصور اللساني الذي يدرس المعنى
الحقيقي للمفردة بعيدا عن معناها المجازي. ويهتم تشومسكي chomsky (1965)بتحديد العلاقة بين التراكيب السليمة
والتراكيب المنحرفة في مستوى خرق مبدأ قيود الانتقاء وخرق القواعد المقولية،
وقواعد التفريع المقولي الصرف [i].وبعد
ذلك، سعى التصور التوليدي إلى دراسة الجمل المنحرفة، إذ يتم تأويلها دائما بالعودة الى مقابلاتها
السليمة. أي أن التحقق العادي للجملة يشكل مرجعا للصورة غير السليمة في إطار ماسمي
بالدلالة التصورية.
و عالج كل من جونسون ولايكوف البنى الاستعارية بوصفها ظاهرة ذهنية.و يمكن أن
تتمظهر لغويا في خطابات متنوعة. فهما تقوم
بدور الوسيط بين الذهن والثقافة. وتساهم في نمو اللغة وتطورها، باعتبارها آلية
مركزية من آليات التفكير البشري. ونبين، في هذا المقال، أن الاستعارة ليست خاصة
باللغة، وإنما ترتبط بالفكر. بمعنى أنها تعتمد على طبيعة تفاعلات الفرد مع محيطه
الفيزيائي، وممارساته الاجتماعية والثقافية. وبالتالي فهي ليست زخرفا كما ذهبت إلى
ذلك بعض الدراسات البلاغية التقليدية.
وقد مثلتأعمال جورج لايكوف ومارك جونسون Georges Lakoff-Mark Jhonson
مدخلا لإعادة النظر في الاستعارة ورد أصولها إلى الذهن. اعتمادا
على ذلك، نبين أن كل من الجرجاني والرماني قد تطرقا إلى افكار جاءت عند الباحثين.
من هنا تطرح إشكالات
عدة ، نوردها كالتالي:
-
كيف عالج التصور البلاغي ظاهرة الاستعارة؟
-
كيف
عالج التصور اللساني البنى الاستعارية؟
-
ماهي
أوجه الاختلاف والائتلاف بين التصورين؟
-
ماهي
المبادئ التي اعتمدها جاكندوف في دراسة البنى التي تخرق مبدأ قيود الانتقاء ؟
-
وللاجابة
عن هذه الأسئلة نعتمد في تحليلنا نموذجين مختلفين لمقاربة الاستعارة، مثل: نموذج
لايكوف وجونسون اللذان شكل صدور كتابيهما
المشترك "الاستعارات التي نحيا بها" 1980 منظورا مغايرا لنظرية
الاستعارة مستثمرا الانتقادات التي وجهت للنظرية الأرسطية. و نموذج التصور البلاغي
القديم لكي نقارن بين هذين التصورين لنبرز أوجه الاختلاف والائتلاف بين التصورين.
-
1.
النظرية التصورية، حول تحديد المفاهيم
تحاول
النظرية التصورية أن تربط إنتاج المعاني بالبنية الذهنية في علاقتها بتفاعل الجسد
مع العالم الخارجي. فكيف، إذن، استفاد كل من لايكوف وجونسون من النظرية التصورية
في بناء تصورهما للاستعارة؟
ارتكز تصور لا يكوف وجونسون على النظرية
المعرفية التي تهتم بكل اشكال التفاعل بين الفرد ومحيطه. وهذا يجعل الاستعارة الية
لقراءة الواقع, إذ استثمرا منجزات النظرية الجشطلتية. كما اعتمدا على مجموعة من
الاسس والتي جاءت في جحفة 2000-2016 مثل:
القيد المعرفي، ونظرية الاطر، والفضاءات
الذهنية. ومن المفاهيم الأساسية التي ارتكزا عليها في بناء تصورهما: مفهوما تجسيد
المفاهيم واستعارية النسق التصوري.ويقصد
بتجسيد المفاهيم المجردة أن المفاهيم المجردة
مفاهيم متجسدة مما يدل على أن الفكر البشري جسدي. ويتم تشكيل الدلالات والمعاني من
خلال تفاعل الجسد مع المحيط. أما المفهوم الثاني المتمثل في استعارية النسق
التصوري، فمعناه أن النسق التصوري الذي يحكم أفكارنا وسلوكاتنا هو نسق استعاري
أساسا.
1-1
القيد
المعرفي في نظرية الدلالة التصورية
يقتضي القيد المعرفي وجوب افتراض مستويات للتمثيل الذهني، إذ تتضافر فيه المعلومات
القادمة من أجهزة بشرية (الحركي، البصري، الشمي...). و يسمح الربط بينها للبشر
بالحديث عما يسمعونه أو يرونه. وتلعب التجربة دورا أساسيا في ذلك. فاللغة جزء مهم
من وسائل الاتصال بالمحيط والتفاعل معه وإدراكه والفعل فيه والانفعال به. وتكمن
وظيفتها في التعبير عن هذا الاتصال وإخبارنا بتفاصيله.ويتم تفسير مختلف سيرورات
الإدراك البشري وكشف علاقاتها بالسلوكات اللغوية استنادا إلى نظريات علم النفس
التجريبي والمعرفي، وإنجازات نظرية الإدراك الجشطالتية.
ويهتم علم النفس المعرفي بالمعرفة والمعلومات من زاوية الاستقبال والتحليل
والتنظيم والتخزين ضمن نظام متكامل، استنادا إلى مفاهيم الذاكرة. و يهدف علم الذكاء
الاصطناعي إلى فهم طبيعة الذكاء الإنساني من خلال تصميم برامج حاسوبية قادرة على
محاكاة السلوك الإنساني المتسم بالذكاء والخبرة. وهو ما يسمح بتطوير إدراك التشابه بين آلية عمل ومعالجة المعلومات
بين الحاسوب والعقل الإنساني. أما نظرية الإدراك الجشطالتية فقد قاومت فكرة تجزيء
الخبرة الشعورية إلى عناصر عدة.
1.
2دلالة الأطر
يستعمل
علم النفس المعرفي هذا المفهوم بشكل واسع. ويتعلق الامر بكيفية انتظام المعلومات
في الذهن. وهو تنظيم للمعرفة في مواضيع مثاليةPrototypes
،
وأحداث قالبية stéréotypes ملائمة
لأوضاع خاصة. فتحديد أية كلمة لا يتم إلا من خلال النظر إلى إطار تصوري معين. فإذا
سمينا شيئا ما ثورة فهذا معناه وجود شعب مظلوم، وثورة الشعب معناها الرغبة في
التخلص من الحكم السائد. و هذا أمر محمود يسمى إطارا. وحين نضيف إليها كلمة
الناخب، أي ثورة الناخب فحينها سنتحصل على غنى استعاري يشير إلى كون الناخبين
يعتبرون أشخاصا مقموعين، والحاكم قامع. وإبعاد هذا الأخير يعتبر مكسبا لهم، لأن
أمورهم ستتحسن أو تشهد تحسنا.[1]
فالاستعارة تخضع للنسقية وتضمن بهذا المعنى شرط الاقتصاد للذاكرة، وبالتالي
التخزين والاستيعاب بالاستناد إلى الموسوعة.
3.1. الفضاءات الذهنية
ترتبط اللغة حسب فوكنيي بسيرورة بناء واسعة بين عالم حقيقي وعالم فيزيائي.
ولا تقوم هذه السيرورة على التطابق بين اللغة وعناصر العالم الخارجي إلا بالنظر للعبارات اللغوية باعتبارها أوامر
يتم تنفيذها تجاه نوع أو نمط معين من البناء الذهني على المستوى المعرفي. فبنينة
مجال معين عن طريق مجال آخر يلعب دورا مهما في إنتاج كلا المعنيين الحرفي
والبلاغي، وكلا المجالين يمكن أن يشتركا في مستوى معين من التمثيل الدلالي في
خصائص رئيسية.
نلاحظ انطلاقا مما سبق أن الاستعارة مرتبطة
بحياتنا اليومية وليست انحرافا أو انزياحا كما يرى كاتز 1971. فهي إبداعية تستجيب
لتجربتنا الحياتية قائمة على الربط بين مجال المصدر ومجال الهدف، فإذا قلنا:
1)-زأر زيد
نقوم في
البنية (1) من الانتقال من مجال المصدر الأسد إلى مجال الهدف المتمثل في زيد، وهذا
يعطي دلالة جديدة مخالفة للدلالة المعجمية بفضل عملية الربط.
وتظهر النزعة
التجريبية التفاعلية من خلال تصور لايكوف وجونسون للاستعارة حين ارتكزا على الجانب
التجريبي الذي يشمل ماهو حسي حركي وعاطفي واجتماعي. فالخلفية التجريبية التفاعلية
التي انطلقا منها في تصورهما هي أن الاستعارة تجعل أقوالنا وأفكارنا اليومية ذات طابع
ستعاري. فالاستعارة تقتلنا وتحيينا لأننا نعيش بها. وتفاعلنا مع التجارب هو ما أسس عليه الباحثان
نظريتهما للاستعارة التصورية التي تعتمد على التجربة الحياتية للإنسان. و من خلال
تفاعله مع الأشياء يكتسب تجارب جديدة يحاول من خلالها فهم ما هو مجرد انطلاقا مما
هو محسوس.
وتهدف
الاستعارة التصورية إلى فهم أشياء مجردة انطلاقا من الخصائص المادية للأجسام. فمثلا
العاصفة والنار والظلمة هي تجارب طبيعية، يعيشها الانسان ويتفاعل معها باستمرار
مما يجعله يسقطها في تعابيره اليومية من قبيل:
-
2)يجب حماية الاسرة من ظلمات
الأمية
3) عليك بالصبر كلما عصفت بك تجارب الحياة
4) اشتعل الحقد في دواخلهم
5) من الضروري إخماد نار الفتنة
إذا أمعنا النظر في البنى الواردة في( 2-5)نجدها تراكيب
استعارية تم من خلالها نقل عناصر معينة من مجال المصدر إلى مجال الهدف من أجل
تكوين فكرة جديدة. ونلاحظ في البنية ( 2) نقل عناصر الظلمة باعتبارها مجالا مصدرا إل مجال
الهدف المتمثل في الأسرة. و إذا تأملنا البنية (3) نتوصل، كذلك، إلى أنه
تم نقل عناصر من مجال المصدر الذي هو العاصفة إلى مجال الهدف الذي يتجلى في تجارب
الحياة. كما نجد البنيتين (4-5) ناتجتين عن عملية الربط، كذلك، حيث تم نقل عناصر
من مجال مصدر متمثل في الدار إلى مجالين هدفين يتجليان في الحقد والفتنة.
نستشف من خلال
ما سبق أن الاستعارة التصورية مهمة جدا في فهم المجردات انطلاقا من المحسوسات. إذ
انها تلعب دورا أساسيا في تشكيل المفاهيم
انطلاقا من المحسوسات. وتلعب دورا أساسيا في تشكيل المفاهيم الأخلاقية. و
يرى جونسون في كتابه الخيال الأخلاقي أن الانسان خيالي. فالخيال من خلال الاستعارة
هو المشكل الاساسي للمفاهيم الاخلاقية من خلال تجارب الجسد وتفاعله مع المحيط من
أجل الاسقاط الاستعاري، ومن أمثلة ذلك:
6)يتشبث زيد بقيم التكافل
والتضامن
يظهر من خلال البنية (6) أنها بنية استعارية ورد فيها فعل يتشبت بمعنى يمتلك. فمفهوم الأخلاق
جاء مرتبطا بمفهوم التملك الذي يكون عادة في الأشياء المادية كامتلاك المال
والثورة. إذ تم نقل سمات التملك المادي إلى المفهوم الأخلافي المجرد، كما تم ربط
الاخلاق بالصحة واللا أخلاق بالمرض من قبيل:
7)الانحلال
الخلقي داء ينخر المجتمع
يتبين من خلال البنية (7) أن مفهوم اللأخلاق تم ربطه بالمرض من خلال مفردة داء الذي يتعلق ويحيل على المرض بالجسد
البشري وقد تم اسقاطه على مجال اللأخلاق باعتبار أن الاستعارة تلعب دورا مهما في تشكيل المفاهيم الأخلاقية حسب جونسون.
2.تقديم نظرية جونسون ولايكوف للاستعارة
إذا نظرنا إلى كتاب
"الاستعارات التي نحيا بها نجد كل من جونسون ولايكوف يصفان الاستعارة كالتالي:
"الاستعارة من وجهة نظر التجريبية، مسألة ترتبط بالعقلانية الخيالية.
إنها تتيح فهم نوع من التجربة من خلال نوع آخر، وتبدع انسجامات بموجب جشطلتات
الأبعاد الطبيعية في التجربة. وبإمكان الاستعارات الجديدة أن تبدع فهما جديدا،
وبالتالي حقائق جديدة. وهذا الأمر يتضح في الاستعارات الشعرية حيث تعد اللغة وسيطا
في إبداع استعارات تصورية جديدة."
2. 1أهم المفاهيم التي تبناها لايكوف وجونسون
.1.2. 1تجسد المفاهيم
ينطلق الباحثان في بناء نظريتهما من مفهوم أساسي هو كون
المفاهيم المجردة متجسدة أساسا مما يعني أن الفكر البشري جسدي أساسا.و انتقد
جونسون في كتابه الجسد في العقل النظرة التقليدية التي تعتبر المفاهيم تمثيلات
ذهنية مجردة، أي مفاهيم غير متجسدة، في حين يرى الباحثان أن تشكيل الدلالات
والمعاني متجسدة، أي: أنها متجسدة في تجاربنا المادية من خلال حركة تفاعل جسدنا[2]. و
انتقدا في كتابهما المشترك الفلسفة في الجسد، ا الفكر الغربي الذي فصل فاعلية
التجربة الجسدية عن العقل، لأن العقل بالنسبة إليهما نتاج أجسامنا وتجربتنا
الجسدية مع المحيط.
2.
1. 2استعارية النسق التصوري
يرى الباحثان أن النسق التصوري الذي يحكم تفكيرنا
وسلوكنا نسق استعاري بالأساس. فالاستعارة
تحضر في معاملاتنا، و في كل مجالات حياتنا اليومية وتعاملاتنا حتى في ابسط
تفاصيلها[3]. كما
توصل الباحثان إلى أن الجزء الأكبر من نسقنا التصوري ذو طبيعة استعارية، مما
يجعل تفكيرنا وسلوكنا وتعاملنا اليومي
مرتبطا بشكل وثيق بالاستعارة، فتغدو
الاستعارة ملازمة لحياتنا، وليست انزياحا أو انحرافا.
ولا تقوم
الاستعارة على مشابهة موجودة بشكل قبلي وفي استقلال عن تجربة الإنسان، بل إنها
إبداعية تستجيب لتجربتنا وتفاعلنا مع المحيط، مما يجعل الاستعارة تقوم على مبدأ
الربط وليس المشابهة.فالمقصود بالربط هو أن الاستعارة تتكون من مجالين: مجال مصدر
ومجال هدف، حيث يتم نقل تصورات مجال المصدر إلى مجال الهدف، فيحدث الربط بين
المجالين مما يولد فكرة جديدة تقربنا من فهم تشكل التجارب والوقائع[4]
لقد قرأ لايكوف الاستعارات الواردة في الخطاب الأمريكي
لتبرير غزو العراق، فتوصل إلى أن الاستعارة وسيلة لإحداث تغيير في خريطة العالم. [5] إذ
أشار إلى وجود نسق استعاري غير واع يستعمله الفرد على نحو آلي لفهم الأشياء المجردة
والمعقدة.[6]
2-2مفهوم الاستعارة لدي جونسون ولايكوف
يجسد تصور لايكوف وجونسون للاستعارة النزعة التجريبية
التفاعلية، حيث ركزا على البعد التجريبي
الذي يشمل كل ما هو عاطفي واجتماعي، إذ تلعب التجربة الإنسانية دورا أساسيا
في تنظيم العالم.انطلاقا من هذه الخلفية التجريبية التفاعلية نظر جونسون ولايكوف
إلى الاستعارة باعتبار أقوالنا / أفكارنا اليومية استعارية بطبيعتها.
إن اللغة حسب الباحثان ذات طبيعة استعارية كما سبق لنا
وأن أشرنا . فهي ليست زخرفا أو شيئا يمكن الاستغناء عنه، بل جزء لا يتجزأ من نسقنا
الفكري العادي. كما أنها لا تختص بالخطاب الشعري فقط، لكن تمتد لكل الخطابات. (
قدما مثالا على ذلك من خلال تحليلهما للخطاب السياسي نموذج حرب الخليج).إضافة إلى
ذلك فاستعمال الاستعارة لا يرتبط بمعناها اللغوي العادي بل هي نسق تصوري مادام
نسقنا التصوري ذو طبيعة استعارية، فلاستعارة ملازمة لحياتنا اليومية وليست بلاغية
أو شعرية أو تجميلية.
وجوهر الاستعارة
تتيح لنا فهم شيء ما (تجربته ومعاناته) انطلاقا من شيء أخر. إذ تغدو وسيلة معرفية
يفهم بها الإنسان تجربته ومحيطه ولغته[7]ويستخدمها
الانسان كاستخدام باقي حواسه الرؤية
السمع... للحصول على المدركات، مما يجعلها تلعب دورا يوازي في أهميته دور باقي
الحواس الأخرى في إدراك العالم.
ومن الخلاصات التي توصل إليها الباحثان أن القتل يتم تحت
غطاء الاستعارة. فهي لم تعد آلية يحيا بها الإنسان ويتفاعل بها، بل أصبحت وسيلة
للحرب والقتل.
1.2.2الاستعارة المفهومية -التصورية
تعتمد هذه الاستعارات أساسا على التجربة الحياتية
للإنسان، فبتفاعل الإنسان مع الأشياء تتكون لديه تجربة. و عادة ما يسقطها على
تصوراته من اجل محاولة فهم المجرد انطلاقا من المحسوس. فهي تهدف إلى هي فهم
المجردات بالاعتماد على خصائص الأشياء المادية. إنها استعارات تقود تفكيرنا إلى
استخلاص مفهوم محدد حول مسألة معينة عن طريق تعابير استعارية، إذ إن العاصفة،
النار، الظلمة... تجارب طبيعية حياتية يعيشها الإنسان ويتفاعل معها يوميا
وباستمرار مما يجعله يسقطها على تعابيره اليومية. ومن أمثلة الاستعارات المفهومية
قولنا:
8) واجبنا اليوم هو إخماد نار الفتنة
9) الحفاظ على الأسرة من الانزلاقات الظلامية
10) اقتربت نهاية عهد البترول
11) الوقت ذهب
12) فتن لا يقدر على إطفائها إلا السلام
13) الفتنة عاصفة أو الفتنة نار
لقد أبرزت النظرية المفهومية للاستعارة
الدور التي تلعبه عملية الاستعارة المفهومية في إعانة الإنسان على فهم العالم
المجرد[8].وابرز
جونسون في كتابه الخيال الأخلاقي دور الاستعارة في تشكيل المفاهيم الأخلاقية. فالإنسان
في نظره خيالي أساسا، بمعنى أن الخيال من خلال الاستعارة هو المشكل الأساسي
لمفاهيم الأخلاق. وفي ارتباط بدور الاستعارة في تشكيل المفاهيم الأخلاقية درس
لايكوف وجونسن في كتاب الفلسفة في الجسد الأخلاق الاستعارية بالاعتماد على علم
الدلالة الذهني حيث بإمكان هذا العلم أن يقدم لنا وسيلة تمكننا من تحليل شامل لكل
المفاهيم الأخلاقية.
ومن النتائج
الأساسية لهذا البحث أن ذهننا يحتوي على
منظومة واسعة من الإسقاطات الاستعارية لفهم أفكارنا الأخلاقية، ليخلص هدا البحث
إلى أن كل مفاهيمنا الأخلاقية المجردة مشكلة استعاريا. [9]
فما معنى
أن الأخلاق تقوم على تجارب الجسد المادية من خلال عملية الإسقاط الاستعاري.؟
يمكن
الإجابة عن هذا السؤال من خلال الاستعارة الآتية:
14)-تمسكهم بقيم السلم والمصلحة
يقوم مفهوم الأخلاق في البنية (14) على تجربة التملك حيث تصبح
الأخلاق أشياء يمتلكها الإنسان كما يمتلك أشياء مادية كالمال والثروة، إذ
نسقط كل السمات المتعلقة بالتملك المادي
على مجال تملك الأخلاق.فالملاحظ أن هناك تمايزا كبيرا بين من يملك أموالا كثيرة
ومن يملك القليل من المال، الأمر نفسه ليس من يملك الكثير من الأخلاق كمن لا أخلاق
له.
ومن أمثلة الاستعارات المفهومية كذلك:
استعارة الأخلاق صحة واللاأخلاق مرض، في قولنا:
15)-الممارسات اللاأخلاقية داء ينخر جسد
مجتمعنا.
تعتبر هذه
الاستعارات المفهومية من الاستعارات الأساسية في فهم الأخلاق، حيث يتم إسقاط بنية
الجسم البشري وما يتعرض له من أمراض على الأخلاق. فالممارسات اللا أخلاقية توصف
بأنها أمراض تصيب المجتمع وتخل بتوازنه، لهذا يستلزم الوقاية منه. [10]
3-أنواع الاستعارات عند لايكوف وجونسون
ميز
لايكوف وجونسون بين نوعين من الاستعارات:
-الاستعارات
الوضعية
-الاستعارات
غير الوضعية (الإبداعية).
3.
1 الاستعارات الوضعية
يظهر هّذا النوع من الاستعارات في لغة الناس اليومية
العادية البعيدة عن كل قصد إبداعي، وهي استعارات تبرز الطابع الاستعاري للغة، وكذا
البنية التصورية للإنسان، وتشمل هذه الاستعارات:
أ)-الاستعارات الاتجاهية
Orientational Metaphors
سميت هذه الاستعارات بالاتجاهية لأنها مبنية على أساس
الاتجاهات الفضائية (فوق، تحت، أمام، خلف، عميق، سطحي...). وهي اتجاهات مرتبطة
بوضعية الجسد وكيفية اشتغاله في المحيط الفيزيائي.
كما أنها اتجاهات تنظم تصوراتنا وتعطيها توجها فضائيا. والاستعارات الاتجاهية ليست
تنظيما للغة، بل تنظيما للفكر الذي يتحكم في لغتنا وسلوكنا. وهي استعارات تتعدى
مجال اللغة إلى مجال الفكر الذي يتحكم في
لغتنا وأعمالنا. وندرك من خلالها العالم ونمارس فيه تجاربنا بشكل استعاري. [11]يرى
لايكوف وجونسون أن الإنسان بفعل تفاعل جسده مع المحيط الخارجي ينتج مفاهيم كثيرة
ومتعددة تعكس تفاعله مع الفضاء[12]. ومن
أمثلة هذه الاستعارات:
- استعارة العلو للتقدم والانخفاض للانحطاط مثل: -السعادة
فوق" هو ما يبرز قولنا لإي
16)أ) طرت فرحا
نلاحظ في البنية (16) أن استعارة العلو والسعادة موجودة
فوق، أي اتخاذ السعادة اتجاها فضائيا نحو الأعلى. أما قولنا:
17) نزلت معنوياتي
تعكس الاستعارة في البنية (17) كون الشقاء موجود تحت،
ويتخذ الشقاء فيها بعدا فضائيا يتجه نحو الأسفل.
يشار إلى
الأعلى للدلالة على التطور والرقي، ويشار إلى الأسفل للدلالة على الانحطاط
والتخلف.
إذ نستعير فوق للتعبير عن ارتفاع الحالة النفسية، و ونستعير تحت
للتعبير عن سوءها. ويعزو ذلك، لكون
تجربتنا الثقافية والفيزيائية هي التي تعطينا استعارة الجيد فوق، والسيئ تحت. [13]
-18)تقلبات أسواق النفط
تتخذ الاستعارة الواردة في (18) اتجاهين: من الأعلى إلى
الأسفل ينتج عنه تراجع أسعار البترول وبالتالي انخفاض المداخيل مما يسبب حالة من
الركود. واتجاه من الأسفل إلى الأعلى ينتج عنه ارتفاع أسعار البترول مما يسبب
ارتفاع مدا خيل الدولة وبالتالي تحقيق الرفاهية.
نلاحظ أن
هذه الاستعارة تجعلنا نقرأ الواقع من خلال دلالة هذه الاتجاهات.
·
الاستعارة الاتجاهية مثل الاستعارة الوجودية نظرا لطابعها
الاستعاري، لأننا نتواصل بها يوميا حتى أصبحت من مسلمات وبديهيات.
3. 2 الاستعارات الانطلوجية الوجودية Ontological Metaphors
تمكننا الاستعارات الانطاوجية من تشخيص المعاني المجردة
بالإحالة عليها وتعيينها. وذلك من خلال تجربتنا مع الأشياء الفيزيائية، وخاصة
أجسادنا التي تعتبر مصدرا لاستعارات
أنطولوجية متنوعة (الاستعارات التشخيصية).إنها استعارات تجعلنا نفهم العديد من
التجارب غير البشرية من خلال أنشطة بشرية مثل قولنا (خدعتني الحياة، الدهر عدو،
استعارة الأزمة شخص عدو...).
ينتج هذا النوع من الاستعارات من تفاعل تجاربنا مع
الأشياء الفيزيائية (المادية) وخاصة أجسادنا، بحيث ننظر إلى الأفكار المجردة
كالعقل والحقيقة والانفعالات... باعتبارها أشياء مادية.ومن أمثلة هذه الاستعارات،
استعارة الدولة باعتبارها شخصا . فحين ننظر إلى الدولة باعتبارها شخصا تدخل في
علاقة حوار مع الدول، وفي التزامات واتفاقيات.
19)
أمضت الدولة على كل الوثائق الدولية
تقدم
استعارة مفردة الدولة في شكل شخص يتحاور ويتجادل. وهي الاستعارة هنا قد
حددت سمة الدولة انطلاقا من سمة الكائن البشري. فهي استعارة سلطت الضوء على الطرق
التي تتصرف الدولة بها. وتظهر على أنها شخص يمضي على وثائق من خلال إسقاط سمات
إنسانية على الدولة.
20)
وطن عزيز لا يستحق ان تلطخ سمعته
21)
الأزمة المالية تضرب
النظام الاقتصادي العالمي
تسمح لنا الاستعارات الواردة في (19-21) أن نرى
ما هو غير بشري بشريا. فهي استعارات مجردة مثل:(الأزمة، الوطن، الدولة عن طريق ما
هو بشري يسمح لنا بإعطاء المعنى لهذه الأشياء .
22)
الحضارة البشرية
تدخل البيوت
نلاحظ من خلال التشخيص الوارد في البنية( 22) أننا جعلنا
الحضارة شخصا)، نكون قد منحنا لظاهرة الحضارة بكل ما تحمله من أفكار وقيم ومفاهيم
معنى متجسدا ففهمنا خصوصيتها انطلاقا من محددات شخصية.
ونستنتج أن الاستعارات الوجودية كما جاء لها كل من
جونسون ولايكوف أن الاستعارات الوجودية طبيعية وحاضرة بشكل دائم حتى إننا لا ننتبه
لها لأننا نتخذها كبديهيات حتى انه لا يخطر ببالنا أن الأمر يتعلق بتـــــــــصورات
اســـــــــــتعارية .[14]
33
الاستعارات البنيوية Structucal Metaphors
تعد الاستعارة
البنيوية تصورا استعاريا ينبني بواسطة
تصور استعاري اخر.فهي استعارة نفهم من خلالها الأشياء والتجارب في تعابير أشياء
أخرى. أي أنها توضح لنا عنصرا من خلال عنصر أخر أكثر وضوحا.
تنشأ الاستعارات البنيوية من تجربتنا مع الأشياء والواقع
الاجتماعي والثقافي لدلك تختلف باختلاف المجتمعات. كما أشار لايكوف إلى الطابع
الحجاجي للاستعارة حيث يبدو أن كل واحد منا يمارس عملية الحجاج وإبداء الرأي لأنه
يتصور أن هناك شيئا سيربحه أو يخسره باستعمال كل الوسائل اللغوية المتاحة. [15] فقولنا
مثلا:
23)- يجب إصلاح العدالة
نلاحظ انطلاقا من البنية (24) أن العدالة ترتقي إلى
مستوى الرهانات الاجتماعية. فعملية ارتقاء المجتمع وتطوره مرهونة بعملية إصلاح
العدالة.
3.
4 الاستعارات غير الوضعية (الإبداعية)
يوجد هذا النوع من الاستعارات خارج التصور العادي. فهي
استعارات تقوم على خلق علاقات جديدة غير مسبوقة بين الموضوعات. و تشمل كل الخطابات
فلسفيةو سياسية وشعرية...
يلعب المحيط الثقافي والبيئي والعقائدي دورا في خلق
استعارات جديدة تتأسس على علاقات غير مسبوقة بين الموضوعات والأوضاع.
استنتاج عام
-قام عمل
جونسون ولايكوف على تبيان قصور النظرية الكلاسيكية التي رأت في الاستعارة مادة
لغوية لا مادة للفكر.
-أساس
الاستعارة عندهما هو التفاعل البيئي
والجسدي والثقافي بين الإنسان وعالمه، لأن الاستعارة تعكس الثقافة والبيئة التي
تنبث فيها.
-الاستعارة
ليست نوعا من العبقرية الفردية، بل هي أساس تفكير الناس (بها نحيا ونموت).
-جوهر
الاستعارة أنها تتيح فهم شيء ما وتجربته ومعاناته انطلاقا من شيء آخر.
-الاستعارة
ظاهرة ذهنية لا لغوية مكنت الإنسان من التعامل مع المجردات من خلال إسقاط التجارب
المادية.
-حاولت
النظرية الاستعارية المعاصرة تجاوز قصور النظرية الكلاسيكية التي من أهم مقولاتها
التمييز بين( اللغة الحرفية واللغة المجازية)، وهي ثنائية تزعم أن اللغة اليومية
ذات دلالة حرفية مجردة من الاستعارات.
-الاستعارة
تعكس أشكال التفاعل داخل المجتمع مما يجعل من نسقنا التصوري نسقا استعاريا، إذ
أننا نمارس تجاربنا وأفعالنا بشكل استعاري.
-الاستعارة
وسيلة معرفية تسهم في تشكيل الواقع وتغييره من خلال عملية الإقناع التي تمارسها.
-الاستعارة
ظاهرة ذهنية، مكنت التفكير البشري من التعامل مع المجردات من خلال إسقاط التجارب
المادية، كما تدخلت في تشكيل المفاهيم، كالمفاهيم الأخلاقية والإيديولوجية.
-الاستعارة ليست وسيلة لغوية لوصف تشابهات موجودة قبليا
بين شيئين، وإنما هي وسيلة مفهومية ومعرفية لإدراك الواقع.
-الاستعارة ليست مقتصرة على اللغة الأدبية بل توجد في
تفكيرنا وفي لغتنا اليومية وفي كل الأعمال التي نباشرها، فالنسق الذي يسير
مفاهيمنا وسلوكاتنا له طبيعة استعارية بالأساس.
-الاستعارات تختلف من ثقافة لأخرى تبعا لتعدد الثقافات
التي تنتجها ،وهو ما يستند إليه المتلقي في عملية الفهم والتأويل.
-تعبر لاستعارة عن تصوراتنا الذهنية. و ترتبط بالتجارب
الحياتية التي تتعلق بالنظم الاجتماعية والثقافية، مشكلة بذلك بنية جديدة هي حصيلة
تفاعل مجالين. ويتم وفقها نقل كل سمات المجال الهدف إلى المجال المصدر، وهو ما
يؤكد أهمية النظرية التفاعلية المعرفية التي سدت ثغرات التصور التقليدي للاستعارة
فاتحة بذلك مجال التفاعل بين القارئ والسياق واستغلال ثراء الموسوعة المعرفية
المفتوحة على مختلف العلوم بدلا من محدودية القاموس.
بينا في
بداية تحليلنا أننا سنقوم بمقارنة بين مجموعة من الأفكار التي قدمتها النظرية التصورية الحديثة حول
الاستعارة من خلال نموذجي "ريتشاردز" و"جونسون ولا يكوف" وما بعض الافكار الواردة في التصور البلاغي. إذ نبين
في هذه الفقرة أن كل من الرماني (ت386ه)
والجرجاني(ت471ه) قد عبرا عن تلك الأفكار بشكل من الأشكال. وهذه افتراضات سنحاول التأكيد على وجاهتها من
خلال مايلي:
4.)مقارنة بين تصورالجرجاني و تصورريتشاردز
ü تفاعل اللغة والفكر:
يلتقي
"ريتشاردز" والجرجاني في مسألة تفاعل اللغة والفكر. إذ يعتقد
"ريتشاردز" في كتابه فلسفة اللغة بوجود تفاعل بين اللغة والفكر. فلا
وجود للغة بدون فكر ولا نفكر بدون لغة، كما يرفض الفصل بينهما لأنه يرى أن هناك
تفاعلا بينهما في بناء الصورة الشعرية، وأي فصل بينهما يؤدي إلى تحطيم هذه الصورة
الشعرية.
نرى أن
فكرة التفاعل بين اللغة والفكر عند ريتشارد مماثلة لرأي الجرجاني في قضية اللفظ والمعنى،
وهو موقف واضح جلي. فهو لم ينتصر للفظ وحده ولم ينتصر للمعنى وحده، بل انتصر لهما
معا من خلال الجمع والتفاعل بينهما من خلال فكرة النظم، ومن المعلوم أن النظم عند
الجرجاني نظم معنوي أي أن المتكلم يرتب المعاني في نفسه أولا ثم تأتي الألفاظ
منظومة تابعة لنظمها في النفس لأن الألفاظ تبع للمعاني. فالمعنى عند الجرجاني بنية
داخل النفس تدرك بواسطة القلب والفكر، وتتشكل الدلالة من خلال تفاعلهما معا، فلا
مزية للفظ إلا بتفاعله مع المعنى.
ü سلطة الاستعارة:
خصص
"ريتشاردز" الفصلين الأخيرين من كتابه فلسفة البلاغة للاستعارة، عنون
الفصل الخامس بالاستعارة، والفصل السادس بسلطة الاستعارة. فهما فصلان فهمنا منهما
أن الاستعارة هي النظرية الأساس التي قامت عليها بلاغته الجديدة، كما ركز على
الاستعارة دون باقي الأساليب البلاغية الأخرى مثل التشبيه والكناية، و تحدث عن
قدرة الاستعارة على تقديم محدد من المعاني بالقليل من الألفاظ، وهو ما يصطلح عليه
"ريتشاردز" بفكرة الاختزال.
ونجد كل
هذه الاشارات عند الجرجاني الذي اهتم بالحديث عن الاستعارة حديثا مفصلا لم يسبقه
إليه أحد من العلماء، فتناولها بالتعريف وبين أقسامها ومكانتها، لم يكن ذلك كله
إلا لعلمه اليقين بأهميتها في تشكيل الصورة الشعرية، يقول في هذا السياق: “ (...)
كأن جل محاسن الكلام إن لم نقل كلها متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطاب تدور
عليها المعاني في متصرفاتها، وأقطار تحيط بها من جهاتها“.[16]
لقد فضل الجرجاني _كما فعل ريتشاردز_
الاستعارة على بقية أنماط التصوير، وجعل منها معيارا نقديا لقياس الجمال والقبح في
الخطاب، أعلى من شأنها على بقية ألوان البديع وبين قيمتها
وفضلها وما تحدثه في الكلام من جمال، فهي: أمد ميدانا و أشد افتنانا وأكثر جريانا، وأعجب
حسنا وإحسانا، وأوسع سعة، وأذهب نجدا في الصناعة وغورا، من أن تحصر فنونها
وضروبها، نعم وأسحر سحرا (...) وأبدت من الأوصاف الجليلة محاسن لا تنكر...“.[17].
ü الغرابة
والغموض:
أكد "ريتشاردز" على مسألة
الغموض، فغموض الكلمة ناتج عن كثرة سياقاتها، وهو غموض يجعل الاستعارة مفتوحة على
التأويل وتعدد المعاني، ويتقرر هذا الأمر من خلال إلحاح ريتشاردز على مسألة
الغرابة بضرورة التباعد بين طرفي الاستعارة.
نرى
أن موقف "ريتشاردز" هذا هو ما قرره الجرجاني كذلك في سياق حديثه عن
الاستعارة القريبة والاستعارة البعيدة حيث تشكل
الغرابة عنده رافدا من روافد جمالية الاستعارة، والمقصود بالغرابة هنا ما تتضمنه
الاستعارة من إيحاء وغموض بياني تضطر المتلقي إلى إعمال الفكر وإطالة النظر
ومعاودة التأمل لكشف ما توحي به الاستعارة من معان دقيقة.فمن الاستعارة ما هو عامي
مبتذل شاع استعماله بين العامة كقولنا:
24)أ) -رأيت أسدا
ب)-لقيت بدرا
ومن
الاستعارة ما هو خاص لا نجده إلا في كلام البلغاء وهو المهم. ومن أمثلة هذا النوع
قول يزيد بن مسلمة بن عبد الملك يصف فرسا له بأنه مؤدب وأنه إذا نزل عنه وألقى
عنانة في قربوس سرجه وقف مكانه إلى أن يعود إليه:
25) عودته فيما أزور أحبائي إهماله وكذاك كل
مخاطر
وإذا احتبى قربوسه
بعنانه علك
الشكيم إلى انصراف الزائر[18]
مضمون البيتين أن الشاعر عود الفرس الإهمال
والترك عند زيارة الأحبة، وعند فعل كل أمر خطير مهم،ومكمن الغرابة في البيتين
يتجلى في التشبيه نفسه، وهي هيئة العنان في قربوس السرج كالهيئة في موضع الثوب من
ركبة المحتبي.
إن
ما تحمله الاستعارة من غموض بياني وإيحاءات دلالية من شأنها أن تدفع المتلقي إلى
حسن التأمل والنظر للكشف عما في الاستعارة من جمال، يقول الجرجاني: "ومن
المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له والاشتياق إليه ومعاناة الحنين
نحوه كان نيله أحلى وبالمزية أولى فكان موقعه في النفس أجل وألطف وكانت به أضن
وأشغف."[19]
4, 1تجسد
المفاهيم بين النظرية البلاغية العربية والنظرية التصورية:
انطلق
جونسون ولايكوف في بناء نظريتهما من مفهوم أساسي هو كون المفاهيم المجردة متجسدة
مما يعني أن الفكر البشري جسدي و أن تشكيل الدلالات والمعاني متجسدة في تجاربنا
المادية من خلال تفاعل جسدنا مع المحيط. وجوهر الفكرة هو أننا نفهم المجردات من
خلال المحسوسات. فأين تتجلى هذه الفكرة عند الجرجاني؟
ü فكرة تجسد المفاهيم عند الجرجاني:
يقول
الجرجاني عن الاستعارة: “تبرز هذا البيان أبدا في صورة مستجدة تزيد قدره نبلا
وتوجب له بعد الفضل فضلا(...)فإنك لترى بها الجماد حيا ناطقا والأعجم فصيحا(...)
والمعاني الخفية بادية جلية(...) إن شئت أرتك المعاني اللطيفة التي هي من خبايا
العقل كأنها قد جسمت حتى رأتها العيون وإن شئت
لطفت الأوصاف الجسمانية حتى تعود روحانية لا تنالها إلا الظنون“.[20]
نرى
أن فكرة تجسد المفاهيم التي جاء بها لايكوف وجونسون تنبه إليها الجرجاني من خلال:
-التشخيص:
في قوله: "فإنك لترى بها الجماد الحي ناطقا"، يمكن الاستشهاد على
التشخيص في الاستعارة بقول الحق سبحانه: ”والصبح إذا تنفس“،[21]
فالمشبه غير عاقل (الصبح) والمشبه به عاقل (الإنسان)، فكأنه تعالى جعل من الصبح
شخصا، حيث أسقطنا تجارب إنسانية (التنفس) لنفهم بها المجردات (الصبح) وهذا _في
نظرنا_ من صميم فهم المجردات بالمحسوسات التي جاءت بها النظرية التصورية في
الاستعارة.
-التجسيم:
في قوله:
26)"إن
شئت أرتك المعاني اللطيفة... كأنها جسمت حتى رأتها العيون".
يتحقق التجسيم حين يكون المشبه معنوي والمشبه به
محسوس، ومنه:
27) قال تعالى:
”الله ولي الدين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور“[22]
نلاحظ أن
المولى سبحانه وتعالى في الاية الواردة في المثال(27) شبه الكفر والإيمان بالظلمات
والنور على سبيل الاستعارة التصريحية. فكأننا نرى خروج الناس من ضلالات الشرك إلى
نور الإيمان بتركهم عبادة الأصنام، وتوحيد الله الواحد القهار. وبهذه الاستعارة
فهمنا المجردات (الضلال والإيمان) بالمحسوسات (النور والظلام) وهي تجارب إنسانية
أسقطناها لنفهم بها مفاهيم مجردة.
Ø فكرة تجسد المفاهيم عند الرماني(ت386ه):
حدد
الرماني مقاصد التشبيه في أربعة أمور هي:
· إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه
الحاسة:
في مثل قول الله تعالى: ﴿والذين
كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا﴾.
في مثل قوله تعالى: ﴿مثل الذين
كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على
شيء﴾.
· إخراج ما لم تجر به العادة إلى ما جرت به العادة،
نحو:
28) قال تعالى:﴿ إنما الحياة الدنيا لعب
ولهو...وزينة كمثل غيث أعجب الكفار نباته﴾
· إخراج ما لم يعلم بالبديهة إلى ما يعلم بالبديهة،
نحو:
29) قال تعالى:﴿ وجنة عرضها كعرض السماء
والأرض﴾..
· إخراج ما لا قوة له بالصفة إلى ما له قوة بالصفة،
نحو:
قال تعالى:﴿ خلق الإنسان من صلصال
كالفخار﴾.
إن الخيط
الناظم الذي يشكل فلسفة التشبيه _في تقديرنا_ عند الرماني هو فكرة إخراج الأغمض
إلى الأظهر لأننا نرى أن مقاصد التشبيه الأربعة التي حددها الرماني تسبح في فلك
إخراج الأغمض إلى الأظهر. فأين تجلى عنده فكرة تجسيد المفاهيم التي قال بها جونسون
ولايكوف؟[ii]
نتصور أن
لفظة الأغمض التي استعملها الرماني تحيل إلى كل المفاهيم الذهنية المجردة غير
المدركة بالحواس، هذه المفاهيم نفهمها _حسب قول الرماني_ بالأظهر الذي يحيل إلى
التجارب الإنسانية المدركة بالحواس من خلال عملية الإسقاط الاستعاري الذي يقوم بها
الإنسان من خلال الاستعارة. وبالتالي فإن الاستعارة في تصور الرماني آلية معرفية
يفهم بها الإنسان محيطه ويشكل بها مفاهيمه الإنسانية.
ولعل
فكرة فهم المجردات انطلاقا من المحسوسات، التي بها جونسون ولايكوف، نجدها عند الرماني
إذ قال: إخراج ما لا تقع عليه الحاسة إلى ما تقع عليه الحاسة، فكل ما لا
تقع عليه الحاسة ذهني مجرد (الأغمض)، وكل
ما تقع عليه الحاسة هو شيء مادي محسوس (الأظهر)، فالأمر إذن هو فهم المجردات (ما
لا تقع عليه الحاسة) بالمحسوسات (ما تقع عليه الحاسة).
أمثلة:
v 24) قال تعالى: ﴿ولما سكت عن موسى الغضب﴾
الغضب مفهوم ذهني مجرد فهمناه من خلال تجاربنا
الجسدية بإسقاط صفات الكائن الإنساني الحي (السكوت) ففهمنا هذا المفهوم المجرد
بصفة من صفات الإنسان، فكأننا جسدنا الغضب في صفة الكائن الحي فيظهر الغضب في صفة
الإنسان الساكت الذي توقف عن الصراخ، وهذا الفهم هو جوهر الاستعارة التصورية كما
هي عند لا يكوف وجونسون، وكما تنبه إليها الرماني
بداية.
ونفس الفهم نفسه ينسحب على قوله
تعالى:
25-
عذاب يوم عقيم
26-ربنا
أفرغ علينا صبرا
27-وتركنا
بعضهم يومئذ يموج في بعض
28-فما
بكت عليهم السماء
29-فاصد ع بما تؤمر
2. استعارية النسق التصوري في النظرية البلاغية
العربية:
يرى جونسون ولا يكوف أن النسق التصوري
الذي يحكم تفكيرنا وسلوكنا نسق استعاري بالأساس، لأن الاستعارة تحضر في معاملاتنا
و في كل مجالات حياتنا اليومية وتعاملاتنا، حتى في أبسط تفاصيلها. وهذا يجعل تفكيرنا وسلوكنا وتعاملنا اليومي مرتبطا بشكل
وثيق بالاستعارة، فتغدو الاستعارة ملازمة لحياتنا. و قد قسما الاستعارة إلى قسمين
كبيرين:
أ)
الاستعارات الوضعية (غير الإبداعية):
وهي الاستعارات التي تظهر في لغة
الناس اليومية العادية البعيدة عن كل قصد إبداعي، استعارات تبرز الطابع الاستعاري
للغة.
ب)
الاستعارات غير الوضعية (الإبداعية):
يوجد هذا النوع من الاستعارات خارج
التصور العادي، تقوم على خلق علاقات جديدة غير مسبوقة بين الموضوعات.
فأين
تتجلى فكرة استعارية النسق التصوري عند الجرجاني؟
يقول الجرجاني: اعلم أن الاستعارة في
الجملة أن يكون للفظ أصل في الوضع اللغوي معروف تدل عليه الشواهد على أنه اختص به
حين وضع، ثم يستعمله الشاعر أو غير الشاعر في غير ذلك الأصل وينقله إليه نقلا غير
لازم فيكون هناك كالعارية.[23]
نفهم من كلام الجرجاني "ثم
يستعمله الشاعر أو غير الشاعر" أن كلمة الشاعر تشير إلى الاستعارات غير
الوضعية (الإبداعية)عند جونسون ولا يكوف، ففي قوله "يستعمله الشاعر"
إشارة إلى الاستعمال الأدبي و الواعي للاستعارة في الخطاب الأدبي البعيد عن
الاستعمال اليومي الخالي من كل قصد بلاغي.[24]
ونستشف من قول الجرجاني " الشاعرأو غير
الشاعر" معنى الاستعارات الوضعية (غير الإبداعية) عند جونسون ولايكوف، وهي
الاستعارات التي تظهر في لغة الناس اليومية العادية البعيدة عن كل قصد إبداعي،
ولعل كلمة "غير الشاعر" عند الجرجاني ترمز إلى عامة الناس دون سواهم من
الأدباء والشعراء.
أهم
الخلاصات التي توصل إليها البحث:
1.
الاستعارة في البلاغة العربية
القديمة:
· مجاز
لغوي علاقته المشابهة
· نقل
واستبدال
· مرتبطة
باللغة لا الفكر وظيفتها جمالية.
وعلى
العكس من ذلك فإن الاستعارة في النظرية التصورية وردت كالتالي:
· ريتشاردز
يدعو إلى تعدد العلاقات بين طرفي الاستعارة وعدم حصرها في علاقة المشابهة كما فعلت
البلاغة القديمة.
· الاستعارة
تفاعل بين طرفيها(الحامل والمحمول) وليست مجرد نقل واستبدال كما تصورتها البلاغة
القديمة.
· الاستعارة
تفاعل بين اللغة والفكر وهي آلية معرفية نفهم بها العالم ونؤوله، وليست مجرد حلية جمالية كما
تصورتها البلاغة القديمة.
ب)- المقارنة بين الجرجاني والنظرية
التصورية:
لقد كان الهاجس الذي حكم تحليلنا
لموضوع السؤال من خلال المقارنة بين النظرية التصورية والنظرية البلاغية العربية
القديمة هو ضرورة الانتباه إلى جهود بعض البلاغيين العرب الذين وجهت أبحاثهم في
موضوع الاستعارة الدرس البلاغي العربي، فتشكلت في ضوئها النظرية البلاغية
العربية.ومن خلال تأملنا لأقوال الجرجاني ومن قبله الرماني، حاولنا أن نجتهد في
فهم وتأويل أقوالهما في الاستعارة،فهو اجتهاد خلصنا من خلاله إلى أصالة اللغويين.
وتوقفنا به عند عمق تحليلهما للاستعارة، لنصل في نهاية المطاف إلى أن مجموعة من
الأفكار التي تتأسس عليها النظرية التصورية في دراسة الاستعارة من خلال نموذجي
ريتشاردز وجونسون ولا يكوف، أفكار تنبه إليها الرماني والجرجاني من خلال أقوالهما
التي حاولنا الاجتهاد في فهما وتأويلها، وفي مقارنتها مع ما توصلت إليه الدراسات
البلاغية الحديثة.[25]
-الهوامش
[1] -انظر لايكوف وجونسون "حرب
الخليج أو الاستعارات التي تقتل" ص6.
2 للمزيد من التفصيل انظر
جحفة 2016
3الاستعارات التي نحيا بها جحفة ص21
4. حرب الخليج او الاستعارات التي تقتل ص12
الاستعارات التي نحيا بها، ص،13 5
6حرب الخليج او الاستعارات التي تقتل ص،13
7
،محمد مفتاح، ،ص 48،49
8 الحراصي، عبد الله، دراسات في
الاستعارات المفهومية ص،154
9 المرجع نفسه، ص160
10 المرجع نفسه، ص،
175
11 سليم: عبد الإله،بنيات المشابهة في اللغة العربية
ص،71.
12الاستعارات
التي نحيا بها ص33.
13المرجع
نفسه، ص36
14الاستعارات التي نحيا بها، ص،48
15المرجع، نفسه،ص،82
16عبد القاهر الجرجاني:
"أسرار البلاغة"، ص26.
17 أسرار البلاغة: ص 40_41
18 دلائل الإعجاز،
ص، 75.
19 أسرار البلاغة،
ص، 126
20 المرجع نفسه،:ص، 41
21 [التكوير، الآية 19
22 [البقرة، الآية ،257
23أسرار البلاغة، ص 29.
24 البلكاني،
عبد الرحيم ، (2017) ،ماستر البلاغة والخطاب، الجديدة
25 المرجع
نفسه
26
المرجع نفسه
المراجع المعتمدة:
،
مفتاح ،محمد 1992.تحليل الخطاب الشعري(استراتيجية
التناص)،المركز الثقافي العربي،بيروت-الدارالبيضاء،الطبعة الثالثة.
الصاوي، أحمد ،1988،مفهوم الاستعارة في
بحوث،اللغويين والنقاد والبلاغيين،منشأة المعارف،مصر،
الجرجاني،
عبد القاهر، أسرار البلاغة،
تحقيق: محمود
شاكر،
دار
المدني،
جدّة،
ط 1،
المملكة
العربيّة
السعودية 1991،
-جورج لايكوف ومارك جونسون،2009
،الاستعارات التي نحيا بها، ترجمة عبد المجيد جحفة، دار توبقال للنشر،ط2.
-الحنصالي، سعيد 2005،
الاستعارات والشعر العربي الحديث،دار توبقال للنشر،
سليم، عبد الاله،2002،
بنيات المشابهة في اللغة العربية،-مقاربة معرفية-، دار توبقال للنشر
مفتاح، محمد1990 مجهول البيان، مجهول
البيان،دار توبقال، ط1،.
-مفتاح، محمد، 1992."تحليل الخطاب
الشعري"،المركز الثقافي العربي، ط3،
-لكراري، عبد الصمد (2004) دينامية الخيال،
مفاهيم وآليات الاشتغال، منشورات اتحاد
كتاب المغرب،2004.
غاليم، محمد 1987، التوليد الدلالي في
البلاغة والمعجم،دار تبقال
مقال رائع شكرا استاذة
RépondreSupprimer